صور طنطا زمان

طنطا هى قاعدة مديرية الغربية , هى من المدن القديمة ذكرها أميلينو فى جغرافيته فقال : إن اسمها القبطى Tantatho طنتاسو , وذكر جوتبيه فى قاموسه ناحية باسم Tantantقال : إنها ناحية من نواحى الدولة القديمة غير معينه , ولم يرجعها إلى ما يقابلها من القرى الحالية .

ومن ينظر إلى اسم Tantantويقارنة بالأسماء العربية القديمة الأتى ذكرها لمدينة طنطا هذه يتبين له بكل وضوح : أن هذا هو الاسم المصرى القديم لهذه المدينة .
وردت فى تاريخ بطاركة الإسكندرية باسم طانطيطاد _وهذا هو اسمها الرومى _ وكانت بها أسقفية ووردت فى كتاب المسالك لإبن حوقل بأسم طندتا بين فيشة بنى سليم ( فيشا سليم ) وبين محلة المحروم ( محلة مرحوم ) قال : وهى ضيعة حسنة عظيمة بها جامع لطيف وحمام , ولها ضياع ولها أسواق . والظاهر أن طندتا محرفة عن طانيطاد الرومية , ووردت فى نزهة المشتتاق باسم طنطنة وهو يتفق مع اسمها المصرى طنطنت السابق ذكره , ووردت فى نسخ أخرى من نزهة المشتاق طنطنى و طنطى وطنطنة قال : وهى مدينة متحضرة صغيرة ذات أسواق ورزق دارة وأحوال صالحة , وأهلها فى رفاهة وخصب .
وصواب اسمها فى عهد الإدريسى هو طنطنة وما خالف ذلك فهو محرف , بدليل أنها وردت فى النجوم الزاهرة طنتنا وهو قريب من طنطنة . وفى رحلة ابن جبير ذكرها بإسم طندتة ومر عليها صباح يوم النحر سنة 587 هـ , وردت فى معجم البلدان باسم طنتثتا قال : كأنة مركب مضاف طنت إلى ثنا من كورة الغربية بينها وبين المحلة الكبرى ثمانية أميال , وفى مباهج الفكر طنتتا من أعمال الغربية .
وفى كتب الديوان مثل قوانين ابن مماتى وتحفة الإرشاد والتحفة طندتا من أعمال الغربية , وفى الضوء اللامع طنتدا وفى تاريخ مصر للجبرتى طنتداء والنسبة إليها طنتدائى وفى تاريخ العروس طنتا.
وفى العهد العثمانى حذفت الدال من طندتا لتسهيل النطق فصارت طنتا , ثم فخمت التاء لتوافق ذوق العامة فى النطق فصارت طنطا , وهو اسمها الحالى الذى وردت به فى تاريخ سنة 1228 هـ .
ومع وجودها فى الدفاتر الرسمية لزمننا الحاضر باسم طنطا فإنها وردت فى الخطط التوفيقية بأسمها السابق وهو طندتا.
وهذه المدينة قد أرتفعت شهرتها من يوم أن دفن بها ولى الله تعالى السيد أحمد البدوى المتوفى سنة 675 هـ , فإن وجود قبره بها كان سبباً فى زيادة شهرتها حيث يحتفل فيها سنوياً بإحياء ذكرى مولده العظيم فيقصدها خلق كثيرون للتبرك بهذا الولى , وله فى طنطا ضريح تعلوه قبة عظيمة لا تخلو يومياً من الزائرين , وله جامع من أكبر وأفخم الجوامع الحافلة بطلب العلم والمصلين , وإليه ينسب المعهد الدينى الأحمدى.
وكانت مدينة المحلة الكبرى قاعدة لإقيلم الغربية من أيام فتح العرب لمصر , فلما تعين عباس حلمى الأول مديراُ لمديرية روضة البحرين قبل أن يكون والياً على مصر , وكانت المديرية المذكورة تشمل مديريتى الغربية والمنوفية , رأى سموه أن مدينة المحلة الكبرى واقعة فى نقطة ليست متوسطة بين المديريتين المذكورتين وبناء على طلب سموه أصدر محمد على باشا أمراً فى سنة 1252هـ , 1839 م بنقل ديوان المديرية والمصالح الأميرية الأخرى من المحلة الكبرى إلى طنطا لتوسطها بين بلاد مديريتى الغربية والمنوفية , وبذلك أصبحت طنطا من تلك السنة قاعدة لمديرية الغربية .
وطنطا الأن من أكبر المدن المصرية وأشهرها, ومما زاد فى عمارتها وأهميتها التجارية وقوعها فى وسط الدلتا , ووجود محطة كبيرة للسكة الحديدية بها يتفرع منها شبطة من الطرق الحديدية والزراعية المنتشرة فى الوجه البحرى .
وطنطا هى قاعدة مركز طنطا ( الذى كان يعرف أخيراً باسم محلة منوف ) من سنة 1826 إلى اليوم . وبسبب إتساع دائرة مدينة طنطا وكثرة عدد سكانها التى نشأ عنها زيادة أعمال الإدارة والظبط , أصدرت نظارة الداخلية قراراً فى سنة 1890 بفصل مدينة طنطا عن مركز طنطا وجعها مأمورية قائمة بذاتها بإسم مأمورية بندر طنطا.
ولكثرة أعمال هذه المأمورية أصدرت نظارة الداخلية قراراً فى سنة ل912 بتقسيم مأمورية بندر طنطا إلى مأموريتين : إحداهما بإسم قسم أول بندر طنطا ومقرها مركز بوليس البندر الأصلى , والثانية بإسم قسم ثانى بندر طنطا ومقرها مركز بوليس الجعفرية والأن أصبح التقسيم الإدارى لمدينة طنطا قسم أول طنطا بميدان الساعة أخر شارع البورصة وقسم ثانى طنطا بشارع الجلاء بطنطا ومركز طنطا يضم القرى التابعة لمدينة طنطا .